مستشفى ابو الريش الجامعى - المنيرة
للاستماع للمقاله اضغط هنا
ميزة سنة الامتياز فى القاهرة- جامعة القاهرة – على الرغم من البهدله و التنقل من مكان لمكان كل شهر – الا انها تتسم بفائده رهيبة و هى اكتساب عنصر الخبرة .. و ليس المقصود من عنصر الخبرة الخبرة العلمية و التى تمثل اقل من 10 فى المئة ، بل المقصود هو خبره التعامل مع اصناف مختلفة من البشر ، اول مره فى حياتك تتعامل معهم ، مختلف الطبقات و اخلاق مختلفة ، حتى انه يوجد لهجات مختلفة و افكار مختلفة و الفاظ مختلفة – حتى انك ممكن لا تفهمها - ... باختصار تصدم بالمجتمع و كأنك لاول مره تعيش به .
و تكون الصدمة اكبر عندما تتعامل مع فئه من المجتمع بعينها و هى المرأة – فالمرأة كمريضة المستشفيات تختلف عمن ترأه فى التلفاز و عن امك و اختك فى البيت و تختلف عن ما تتوقعه ممن كرمها الله فى سورة النساء – فالمرأة المصرية من الغلابه – كان الله فى عونهم و عونا- يجتمع فيها للاسف الجهل و الفقر وما ادراك عندما يكونوا هذين فى شخص و مابالك بالمرض كطرف ثالث، و تكون صدمدك اكثر بكثير مما تتوقع عندما تكون هذه المرأة أم لطفل مريض – عفا الله الجميع و شفى كل مريض - ، و هذه الفئه هى الفئه التى تعاملنا معها فى مستشفى ابو الريش الجامعى .
كطبيعتى الشخصية استطيع تحمل الصعاب و بالتالى اتوقع من ممن اتعامل معه ان يتحملها ايضا و ذلك ينطبق على المرضى، فانا اعرف انه مريض و لكنى اتوقع منه ان يتوكل على الله و ان يضغط على نفسه و يتحمل حتى نصل لنتيجة ،و لكن الفئة الوحيدة التى التمست منها العذر واتقبلته بكل ترحاب عندما يفزعون و لا يستطيعوا التحمل هم الامهات فانا استطيع تقبل فكره ان هذا الطفل هو "ضناها " و بالتالى عندها حق ان تفزع من اجله ،و لهذا و الحمد لله منحى الله سعة صدر انا و زملائى لتحمل هذا الشهر العصيب و لتهدئة و طمأنه الامهات و اعطاء اولادهم جلسات بضمير قدر المستطاع المطلق بل و علمنا الامهات كيف تعيد الجلسات فى البيت ايضا.
و لكن على الرغم من تعاطفى مع الامهات فى المطلق الا انه يوجد مختلف الامهات فى ابو الريش ، منهم الام المكتشفة حديثا مرض الابن : فمنهم من يكون فى صدمة و مكلوم على ولدها و تريد له الافضل قدر ما استطاعت ،و منهم من يتمنى موت هذا العله التى جاءت الى اسرتها لتنكبها و هذا الطفل لا يعنى لها سوى مرض و فلوس و علاج و بالتالى يموت احسن و ابقى اجيب غيره – هل انتم فى صدمه لا تصدموا منهم من يقول و يفكر هكذا - .
و منهم من مكث لدينا فى الجلسات من شهور الى ثلاث او اربع اعوام فمنهم من هوملتزم بجلسات الطفل و مهتم بعمل اى شيئ يفيد الطفل ، و منهم من هو اصابه الملل و عدم المبالاه فلا يكثرت بجلساته و لا ترى ما يفعل مع الطفلحتى فى الجلسه فهى تؤدى واجب حتى لا يلومها لائم او حتى ضميرها – على الرغم من ان بعض الحالات كان من الممكن ان يكون تحسنها سريع لولا عدم اكتراث الاهل - ، و منهم من لا يذهب بطفله الى اى جلسات و هذا اما يكون للفقر المدقع او اما يكون للجهل الفاحش المسيطر على فئه لا بأس بها من المجتمع و التى تؤمن بانه لا يوجد فائده فهو معاق و سيبقى معاق و لن يكون شيئ فما داعى من تعب القلب .
ومنهم من هو مغترب من اقاليم بحثا عن هو الافضل لاولادهم ومن خلال امكانيات مادية و جسديه للام ضعيفة - يكن الله فى عونهم – و منهم من الفقر من يحسب حساب المواصلات و الافطار كل يوم قبل ذهاب الجلسه و اذا كان هذا ممكننا هذا اليوم ام لا فهو ارزقيه – كل يوم بيومه -.
هذه هى شريحة من المجتمع المصرى ، شريحة تجتمع فيها مثلث الرعب الجهل و الفقر و المرض ، فحقا ما قاله سيدنا على بن ابى طالب رضى الله عنه " لو كان الفقر رجلا لقتلته "
( تمت بحمد الله )
بقلم الاء نور الدين
جميع الحقوق محفوظة
|
قام المعز لدين الله الفاطمى ببناء عاصمة جديدة لمصر الفاطمية اطلق عليها اسم القاهرة .. لذا حق ان تكون القاهرة هى ... بنت المعز
Search
Translate
الخميس، 22 ديسمبر 2011
امهات ابو الريش
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
والله يا لولو كلامك ده صح جداااااااااا وبجد هي معاناه ع الام والاسره كلها ان ترزق بطفل معاق شفاهم الله وعفاهم والهمهم الصبر وجزاهم عنهم افضل الجزاء وعافنا يااااارب مما ابتليت به الكثيرين
ردحذف