Mona Lisa - Leonardo Da Vinci |
كلنا نعرف رائعة العبقري الفنان ليوناردو دافنشى و هي الجيوكاندا أو المعروفة لدينا بالموناليزا و الموجودة الآن بمتحف اللوفر بباريس.
و لطالما أثارت السيدة المرسومة باللوحة الجدل بشأنها ، حيث أن ليس من المؤكد حتى الأن من تكون هي، و أيضاً هي ليست بارعة الجمال كي يجذبك جمالها لرؤيتها ، لكن في نفس الوقت لا يمكنك رفع عيناك من عليها نظراً للغز عينها التي تتحرك معك في كل إتجاه، كأنها تنظر إليك ، لا تعرف هل هي نظرة مُتعقبة متربصة بك ، أم هي نظرة تُشعرك بكيانك و وجودك ، كأنها تقول لك أنا هنا أراك أنت فقط و أشعر بك و أساندك في نجاحك ؛ و أما لغزها الأخر هو أبتسامتها الصامتة التى تجعلك تفكر هل هي أبتسامة رضا أم هي أبتسامة خيبة الأمل أم هي أبتسامة تتطلع للمستقبل المجهول .
هذه هي مصر للمغتربين – مع أنى أعتبر أن معظمنا يعتبر نفسه مغترب بشكل أو بأخر سواء داخل البلد أو خارجها- ، فأنت كمصري لا تعرف إذا كانت النظرة التي تنظر لك بلدك بها هي نظرة المُتربص في تصرفاتك بالنقد وإنتظار الخطأ خاصة مع النقد القاسي و اللسان اللاذع للمصريين - الذي إذا كان لا يخلو من الفكاهة - لكن هذا يجعلك كمصري تحت ضغط دائم و خوف شديد من الفشل كأنه لا يكفى ضغط الغربة و عادات و أفكار الأخر التي يجب على المصري التأقلم عليها و العيش بها ؛ أم هي نظرة العشم و الأحترام و التقدير لما تُعانيه كل يوم في الغربة كنظرة الأم في دعاءها لك كل يوم لتنجح لترفع رأسها عالية بسببك .
و هي كمصر في ابتسامتها ، فأنت لا تعلم هل هي أبتسامة رضا لما حققته لها و لنفسك على مر السنين ، أم هي أبتسامة خيبة الأمل لما فشلت في تحقيقه من أجلها دفاعا عنها و عن كرامتها المهدورة ، أم هي أبتسامة تتطلع فيها مصر على مستقبلها المجهول بعد الأحداث القائمة و التي لا يعلم إلا الله إذا كان نتيجة هذه الثورة - التي كان هدفها الحرية و العدالة و القضاء على الفساد – ستئول لما نشدده و تعود على مصر بالتقدم و الإزدهار، أم ستتحول إلى فوضى عارمة في البلاد و منها إلى نفق مُظّلم لا أُريد حتى تخيله.
( تمت بحمد الله )
جميع الحقوق محفوظة
مقالة رائعة بالاخص الجزء الاخير منها
ردحذفتمام يادكتوره مقاله اكتر من رائعه وتشبيه رائع وملاحظة قوية من حضرتك
ردحذف